قال ابن القيم : الإنسان منا إذا غلب صبره باعث الهوى والشهوة التحق بالملائكة .. وإذا غلب باعث الهوى والشهوة صبره التحق بالشياطين.
و قال الصبر على طاعته والصبر عن معصيته أكمل من الصبر على أقداره ، فإن الصبر فيها صبر اختيار ومحبة ، والصبر على أحكامه الكونية صبر ضرورة .
· قال علي بن أبي طالب : الصبر مطية لا تكبو.
· وقال الحسن : الصبر كنز من كنز الجنة ، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.
· قال ابن تيمية : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه.
· قال مغيرة : ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .
· وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
· أصيب مطرف بن عبدالله في ابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا ثم قال : إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة .
· وهذه زوجة فتح الموصلي انقطعت إصبعها فضحكت فقال لها بعض من معها : أتضحكين . وقد انقطع إصبعك ؟ فقالت : حلاوة أجرها أنستني مرارة قطعها.
· عن يونس بن يزيد : سألت ربيعة بن أبي عبدالرحمن ما منتهى الصبر؟ قال : أن يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه.
وقال قيس بن الحجاج في قوله تعالى " فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا" ( سورة المعارج آية 5 ) : أن يكون صاحب المصيبة في القوم لا يعرف من هو.
قال سليمان بن القاسم : كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ"( الزمر آية 10 )
قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى إذا وجهت إلى عبد من عبيدى مصيبة فى بدنه أو ماله أو لده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا وقال عليه السلام ما من عبد أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله تعالى إنا لله وإنه إليه راجعون اللهم أجرنى فى مصيبتى وأعقبنى خيرا منها إلا فعل الله ذلك به
وقال : إذا أراد الله سبحانه وتعالى بعبد خيراً وأراد أن يصافيه، صب عليه البلاء صباً وثجه عليه ثجاً، فإذا دعاه قالت الملائكة صوت معروف وإذا دعاه ثانياً فقال يا رب، قال الله تعالى لبيك عبدي وسعديك إلا تسألني شيئاً إلا أعطيتك أو رفعت لك ما هو أفضل منه، فإذا كان يوم القيامة جيء بأهل الأعمال فوزنوا أعمالهم بالميزان، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صباً كما كان يصب عليهم البلاء صباً، فيود أهل العافية في الدنيا لو أنهم كانت تقرض أجسادهم بالمقاريض لما يرون ما يذهب به أهل البلاء من الثواب الجزيل!
عن أنس ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله : (( لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوتَ لضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فاعلاً ، فَليَقُلْ : اللَّهُمَّ أحْيني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيراً لِي، وَتَوفّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيراً لي )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(( الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان ، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزَانَ ، وَسُبْحَانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَينَ السَّماوات وَالأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ ، والصَّدقةُ بُرهَانٌ ، والصَّبْرُ ضِياءٌ ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ . كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُها )) رواه مسلم .(( مَا يَكُنْ عِنْدي مِنْ خَيْر فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ . وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأوْسَعَ مِنَ الصَّبْر )) مُتَّفَقٌ عليه .